غالبًا، ما يُنظر إلى القيادة والإدارة باعتبارهم وظائف متداخلة، إلا أن لكل مصطلح معنى مستقل ولا يمكن استخدامهما بالتبادل. على سبيل المثال، لا يمارس بعض المديرين القيادة، في حين يقود بعض الأشخاص دون الحصول على دور إداري. ولا شك تحتاج المنظمات القادة الجيدين لقيادة المنظمة نحو تحقيق رؤيتها ورسالتها، بينما تحتاج المديرين الأكفاء لضمان تنفيذ هذه الرؤية على الأرض، والتأكد من امتثال الموظفين لأهداف المنظمة.
لا شك أن القادة هم المسؤولون عن وضع الرؤية، بينما يتمحور دور المديرين في اتباعها، ويمكن من خلال التواصل القيادي الفعال نقل رؤية الشركة وأهدافها إلى المنظمة بأكملها، بينما يحرص المديرون على توافق الموظفين مع قيم المنظمة وأهدافها الأساسية.
دائمًا ما يطرح القادة الأفكار، بينما يفكر المديرون في كيفية تفعيلها واقعيًا، وبعبارة أخرى يبحث المديرون دائمًا عن إجابات “كيف ومتى“، بينما يبحث القادة عن إجابات لأسئلة “ماذا ولماذا“. ومن ثم، تتمثل وظيفة المدير في التأكد من أن الأشخاص في الوظائف المختلفة يعملون بكفاءة وإنتاجية ويشعرون بقدرتهم على توصيل آرائهم.
لا شك أن القادة هم الملهمون للأفراد داخل المنظمة، بينما يعمل المديرون على تحفيز الأفراد للنجاح والاستفادة من هذا الإلهام، وتشير الدراسات إلى أن الموظفين يشعرون بقدرٍ أقل من التوتر عندما تتاح لهم فرصة التعامل مع القادة بانتظام، ويعملون بفاعلية أكبر في أماكن العمل التي تدعم التواصل الصادق والمفتوح.
ينعكس أحد الاختلافات الرئيسية بين القادة والمديرين في تركيز القادة بشكل أكبر على المستقبل، بينما يركز المديرون أكثر على الحاضر. لذلك، يهدف المدير بشكل أساسي إلى تحقيق الأهداف التنظيمية من خلال تنفيذ العمليات والإجراءات المتعلقة بالميزانية والهيكل التنظيمي والتوظيف، بينما يميل القادة إلى التفكير في المستقبل والاستفادة من الفرص المستقبلية.
نستنتج من ذلك ضرورة تضافر جهود القادة المسؤولين عن وضع ثقافة المنظمة مع ممارسات المديرين المسؤولين عن تنفيذ هذه الثقافة وتوافقها مع استراتيجية العمل الشاملة بما يدعم أهداف العمل والمنظمة.
بقلم: كريستينا مارتيك، خبيرة في التسويق الرقمي، وصاحبة علامة تجارية
المصدر: https://blog.smarp.com/leadership-vs-management