تغيرت بيئات العمل بشكل كبير بعد تفشي وباء كوفيد-19، ووجد القادة أنفسهم مضطرين لإعادة النظر في كيفية تحديد المخاطر واتباع نهج مختلف من شأنه أن يدفع الفرق والمنظمات إلى الأمام، فالقائد المهتم عليه البحث عن الأشياء التي يستطيع الفريق عملها بدلًا من توقع الأداء دون تقديم الرعاية المناسبة التي تساعد على إنجاز الأهداف المطلوبة، ولكن كيف يمكن للقيادة المهتمة أن تخفف من حدة المخاطر التي تواجه المنظمة؟
أحيانًا، يتطلب الأمر من القائد تشجيع الفريق على المجازفة، والسماح ببعض الأخطاء المدروسة، مما يؤدي إلى زيادة الوعي بالمخاطر المحتملة، واتخاذ القرارات الجماعية التي تقلل المخاطر، غير أن تمكين الأفراد لا يعني تخلي القائد عن مسؤوليته، وإنما يقصد به السماح لهم بإظهار أنفسهم وأفكارهم تحت إشراف وتوجيهات القائد، مما يساعد على تقليل المخاطر بشكل استباقي من خلال اتخاذ القرارات الجيدة ووضع حل للمشكلات قبل حدوثها.
يمكن أيضًا للقيادة المهتمة تقليل المخاطر من خلال بناء المرونة والقدرة على التعافي من التغييرات غير المخطط لها، حيث ينبغي على القائد الجيد إظهار التعاطف وتشجيع الفريق على دفع الأعمال إلى الأمام بطرق مدروسة، فالقائد المهتم يساعد الموظفين على التعلم مما يحدث حولهم ويشجعهم على رؤية التحديات والعقبات في مساراتهم كفرص للنمو والتقدم في حياتهم المهنية.
يسعى القادة المهتمون لنقل أهمية إدارة المخاطر إلى الأفراد، ويعملون معهم لتعزيز كفاءاتهم، فهم يشجعون فرقهم على مناقشة المخاطر المحتملة والتفكير بشكل استباقي من خلال التركيز بشكل تعاوني على النتائج الإيجابية. وفي النهاية، يمكن للقيادة المهتمة تقليل المخاطر من خلال جعل الموظف المصدر الأكبر لثروة المنظمة بدلًا من اعتباره مجرد تهديد آخر.
الكاتب: هيثرر يانجر، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Employee Fanatix، وهي شركة استشارية لمشاركة الموظفين وتطوير القيادة، ومؤلف كتاب فن القيادة المهتمة “The Art of Caring Leadership”
المصدر: http://www.rmmagazine.com/articles/article//2021/09/20/4-ways-caring-leaders-can-help-mitigate-risks