قيادة التغيير: أخطاء يجب تجنبها لتحول ناجح

على مدى العقد الماضي، خضعت أكثر من مائة شركة لمحاولات لإعادة هيكلة نفسها بهدف تعزيز قدرتها على المنافسة. تضمنت هذه الشركات كيانات كبيرة مثل “فورد” وأخرى أصغر مثل “لاندمارك كوميونيكيشنز”، حيث شملت شركات أمريكية مثل “جنرال موتورز” ودولية مثل “الخطوط الجوية البريطانية”. تنوعت أوضاع تلك الشركات بين معاناة من أزمات حادة مثل “إيسترن إيرلاينز” وتحقيق نجاحات ملحوظة مثل “بريستول مايرز سكويب”. ورغم اختلاف المصطلحات المستخدمة لوصف هذه التحولات، مثل إعادة الهندسة، وإدارة الجودة الشاملة، وتقليص الحجم، وإعادة الهيكلة، إلا أن الهدف كان مشتركًا: إحداث تغيير جذري يمكّنها من التكيف مع بيئة سوقية أصبحت أكثر تحديًا.

ورغم أن بعض هذه المحاولات حققت نجاحًا لافتًا، إلا أن العديد منها باء بالفشل، بينما ظل الباقي في منطقة رمادية بين النجاح والإخفاق، مع ميل ملحوظ نحو الجانب الأدنى من النجاح. هذه التجارب تحمل في طياتها دروسًا ثمينة يمكن أن تصبح أكثر أهمية في بيئة عمل تزداد تنافسية يومًا بعد يوم.

 

خطوات أساسية لنجاح قيادة التغيير

  1. خلق شعور بالإلحاح

    لا يمكن أن ينجح أي تغيير دون وجود شعور ملح يدفع الجميع للتحرك. تحقيق ذلك يتطلب فهمًا واضحًا لواقع السوق والمخاطر والفرص المحيطة. يجب أن يعمل القادة على إيصال هذه الحقائق بشكل صريح ومؤثر لإقناع الأفراد بضرورة تجاوز الوضع الحالي.

  2. تشكيل فريق قيادي قوي

    التغيير ليس مسؤولية فردية. بل يحتاج إلى فريق قيادي يتمتع بالسلطة والتأثير والقدرة على دعم عملية التغيير. هذا الفريق يجب أن يكون متماسكًا ومؤمنًا بأهمية التحول.

  3. صياغة رؤية ملهمة

    الرؤية هي المرشد الذي يوجه جهود التغيير. يجب أن تكون هذه الرؤية واضحة وقابلة للفهم، وتلهم الموظفين لتحقيق هدف مشترك يتجاوز الأرقام والخطط ويحفزهم على العمل بجدية.

  4. توصيل الرؤية بفعالية

    نقل الرؤية الجديدة لا يجب أن يقتصر على الاجتماعات والرسائل الرسمية. بل ينبغي أن يظهر بوضوح في كافة الأنشطة اليومية، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المؤسسية.

  5. إزالة العقبات التي تعترض التنفيذ

    التغيير يتطلب إزالة العقبات التي تقف في طريق الموظفين، سواء كانت هياكل تنظيمية متصلبة، أو أنظمة مكافآت غير ملائمة، أو قادة يعارضون التغيير.

  6. تحقيق نجاحات مبكرة

    للحفاظ على الحماس، يجب تحقيق إنجازات ملموسة على المدى القريب. هذه النجاحات تظهر للجميع فعالية التغيير وتعزز الثقة في العملية.

  7. تجنب إعلان النجاح مبكرًا

    الاحتفال بالإنجازات الصغيرة مهم، لكن إعلان اكتمال التغيير قبل أن يترسخ يمكن أن يؤدي إلى تراجع. يجب استغلال النجاحات لتعميق التغييرات وجعلها أكثر استدامة.

  8. دمج التغيير في الثقافة المؤسسية

    لضمان استمرار التغيير، يجب أن يصبح جزءًا من القيم والممارسات اليومية للشركة. تحقيق ذلك يستلزم ربط التغيير بتحسين الأداء وإعداد قادة يؤمنون به وينقلون هذه القيم في أدوارهم.

الدروس المستفادة

تظهر التجارب أن التغيير المؤسسي ليس مهمة سهلة أو سريعة، بل يتطلب رؤية واضحة، قيادة رشيدة، وخطة مدروسة. ومع ذلك، يمكن تحقيق النجاح إذا تم الالتزام بخطوات منهجية مع تجنب الأخطاء الشائعة.

بالتالي، يمكن القول إن التغيير هو عملية تجمع بين العلم والفن. النجاح في مبادرات التغيير يعتمد على فهم عميق لاحتياجات الشركة وواقع السوق، إلى جانب القدرة على تحفيز الأفراد وتوحيد جهودهم لتحقيق الهدف المشترك.

المصدر

https://hbr.org/1995/05/leading-change-why-transformation-efforts-fail-2

Scroll to Top